عين من التاريخ على العيون ...الحلقة الأولى

-المــــوقع الجغرافي لبلدية العيون:
تقع بلدية العيون (نهد سابقا) بدائرة القالة ولاية الطارف بأقصى الشمال الشرقي للوطن وهي تجاور الخط الحدودي الشرقي. يجاورها كل من بلديتي السوارخ ورمل السوق,تبلغ مساحتها 60 كلم مربع تحتضن"العيون" "جبال نهد"وتتوفر على بعض السهول بأطرافها الشمالية والغربية.
-واقع بلدية العيــــون قبل و بعد الثــــورة:عاشت هذه البلدية شأنها شأن كل شبر من التراب الوطني تحت وطأة أقدام الاحتلال الفرنسي وتقاسم سكانها الحرمان والعذاب والهوان مع اخوانهم في كامل القطر الوطني.
تشتهر بلدية العيون بجبالها الشاهقة كجبل "كاف الشهبة"و"كاف الدمان"و"كدية فرس"ولها نواحي معروفة اهلة بالسكان كانت تعرف بالمشاتي وخاصة قبل الثورة.
أثناء الاحتلال الفرنسي كان سكان العيون يمتهنون الفلاحة وتربية المواشي, وقد اغتصب المعمرون هذه الأراضي الصالحة للزراعة, وطردوا أهلها إلى الجبال, كما استعملهم لخدمة أراضيهم المغتصبة بالأجر القليل وفي أحيان عديدة بدون أجر.
إن السنوات الطويلة والعديدة التي مرت بطيئة على سكان "العيون" قبل الثورة كانت مشحونة ومثقلة بثالوث اسمه المرض والجهل والفقر زيادة على استغلال الاستعمار لنشاط أبناء الجـهة وإتباعه لسياسة التجهيل المقصود.
لقد عانى السكان الويلات وتحملوا المشقة ككل الجزائريين الذين عرفـوا الظروف الرهيبة التي لم يعرف لها مثيل.

وعندما هبت النسمات الأولى لريح الثورة المباركة في نوفمبر 1954 كانت "العيون"واحدة من جهات الوطن التي رحبت بنسيم الحرية والانعتاق وسرعان ما اندفع السكان لتقبله والاطمئنان إليه, كيف لا وقد واجـه الأهالي الظلم والتعسف والقمع في وطنـهم وأينما حلـوا وارتحلـوا.
لأجل ذلك كله ولأشياء أخرى كثيرة نتجت عن تحكم الاستعمار في وطنـنا, اندفع المواطنون إلى صدر الثورة الحنون منه يرتوون ومنه يسطرون و يرسمون أشواطا مضيئة من تاريخ الجزائر الحديثة.
من صدر الثورة وعنوانها كتب الأبطال تاريخا,وسجل المجاهدون بطولات تـروى وكأنها أساطير .واليوم وفي ظل الثورة المنتصرة والاستقلال يرفه سكان "العيـون"و ينعمون بكل الحرية ويعيشون حياة أفضل, كيف لا وقد عادت الأرض للفلاح, والمصنع للعامل, والمدرسة للأطفال.اليوم تعيش الجزائر معركة أخرى هي معركة البناء والتشييد يتشارك فيها حماة الأمس و بناة اليوم يقفون جنبا إلى جنب و كتفا إلى كتف من أجــل جزائر أقوى .
بوادر الثورة:
- التفاصيـــل:
انطلقت بوادر ثورة التحرير الجزائرية في بلدية العيون الواقعـة على الحدود الشرقية بدائرة القالة بقيادة سي علاوة بشايرية ومرافقوه البالغ عددهم 12,كانت المهمة في البداية شاقة وصعبة ,حيث بدأ العمل على تنظيم المواطنين بفضل الاتصالات المكثفة بالجماهير وتوعيتها وزرع حب الوطن في نفوسها وإشعارها بضخامة الخطر الذي يشكله الاستعمار الدخيل الذي هيمن على أرضنا ,وقع الاتصال سنة 1954 تمهـيدا للثورة وتهيئة لخوض غمارها,وكانت نقطة الانطلاق لأعضاء جيش التحرير بهذه المنطقة "كاف الشهبة" احد قمم جبل الشهبة المشرف على بلدية العيون ,وفي حديثه اشـارسي علاوة بان النظام السياسي والعسكري الذي سلكه رفاقه كان مسطرا وفق خطة وأوامر جيش التحرير الوطني ثم استطرد قائلا :شمل أول لقـاء لنا مع الجماهير جمع المعلومات وإعطاء الأوامر الصارمة لتنفيذ أوامر جيش التحرير الوطني الصادرة عن قائد ولاية سوق أهراس,الممتدة حتى ناحية القالة وما جاورها المجاهد عمار بو قلاز لان جيش التحرير الوطني في ذلك الوقت كان يصدر الأوامر والقيادة يقومون بالتبليغ إلى أفراد الشعب حتى يقوى سـاعد الثورة وتشمل كافة فئات المواطنين .
ثم أضاف قائلا:لقد عملنا في أول الأمر على تنظيم المواطنين وتعبئتهم وتحسسيهم بمسؤوليـاتهم,تجاه وطنهم وقضيتهم والوقوف بحزم في وجه المستعمر ومقاومته بشجاعة وبهذا الصدد ألقيت خطب بكل المشاتي المتواجدة بضواحي القرية وتعين شخص كبير على رأس كل مشتة ,يساعده أربعة اضافيون تتمثل مهامهم في الحراسة وجمع المعلـومات والتمـويـن.
الإعانــات الماليـــة:
تتمثل أساسا في المساهمة المالية من طرف المواطنين والتبرعات المختلفة بما في ذلك الاشتراكات ,كما عمل مسؤولو المشاتي على الدخول إلى الأسواق لتوعية المواطنين داخلها كما منع التبغ من التداول وغيرها من الأشياء,زيادة على الأمر بعدم التقاضي والتشكي للعدو من اجل الخصومات ,كما منع الطلاق وعقود الزواج لـدى المستعمر ,وأصبح جنود جيش التحرير الوطني يتولـون المهمة.
وفي أفريل 1955 أ صدر جيش التحرير الوطني أوامره بتحطيم اقتصاد العدو وتخريب منشاته الأساسية فحطمت أعمدة الكهرباء وأعمدة اللاسلكي لقطع كل الاتصالات بين أفراد العدو ,كما عمد جنود جيش التحرير إلى إحراق مزارع الكولـون وتخريب الجسور واستمرت هذه العملية مركـزة ضرباتها على تنقية أعوان الاستعـمار.

االمصدر:تقيدة (عمار):بلدية العيون ابان الثورة.بتصرف.

(يتبع...)