الجزاء من جنس العمل
صفحة 1 من اصل 1
الجزاء من جنس العمل
خطبة الجزاء من جنس العمل
الحمد لله الذي من حكمته جعل الجزاء من جنس الأعمال ، وأرى العباد من ذلك نموذجا ليحدوهم به إلى أكمل الخصال ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو الكرم والجلال ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي فاق الخلق في كل كمال ، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه خير صحب وأشرف آل .
أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله ، واعلموا أن الله بحكمته قضى أن الجزاء من جنس العمل في الخير والشر ليعرف العباد أنه حليم عليم رؤوف رحيم ، وليرغبوا في الخير ويحذروا من أسباب العذاب الأليم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : « الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء » ، إن الله طيب لا يقبل من الأعمال والأقوال والنفقات إلا طيبا ، إن الله طيب نظيف يحب النظافة ، جواد يحب الجود ، كريم يحب الكرم ، وما نقصت صدقة من مال بل تزيده ، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وما تواضع أحد إلا رفعه الله ، ومن أحسن إلى الخلق أحسن الله إليه ، ومن عفى عنهم عفى الله عنه ، ومن غفر لهم غفر الله له ، ومن تكبر عليهم وضعه الله ، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، والله في حاجة العبد ما كان العبد في حاجة أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، ومن أنفق لله أخلف الله عليه ، ومن أمسك عما عليه أتلفه الله ، وما ظهر الغلول وأكل المال بغير حق في قوم إلا أوقع في قلوبهم الرعب وابتلاهم الله بالذل ، وما نقص قوم المكيال والميزان إلا قطع عنهم الرزق ، وما نكث قوم العهد إلا سلط عليهم الأعداء ، وما فشى في قوم الزنا إلا كثر فيهم الوبا والموت ، وما حكم قوم بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ، ومن وصل رحمه وصله الله ، ومن قطعها قطعه الله ، ومن أوى إلى الله آواه الله ، ومن استحيا من الله استحيا الله منه ، ومن أعرض عن الله أعرض الله عنه ، ومن تقرب إلى الله تقرب الله منه أكثر من ذلك ، ومن أشبع مسلما من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقاه على ظمأ سقاه من حلل الجنة ، ومن نصر أخاه المسلم نصره الله ، ومن خذله خذله الله ، ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته وأظهر عيوبه ، ومن سترهم وأغضى عن معائبهم ستره الله ، ومن يستعفف يعفه ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله ، ومن أقال مسلما بيعته أقاله الله عثرته يوم القيامة ، ومن أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه ، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله ، ومن فرق بين والدة وولدها فرق الله بينه وبين أحبته ، ومن جمع متحابين جمع الله بينه وبين أحبته . من الله علي وعليكم بالقيام بالأسباب النافعة ، وحمانا وإياكم من الأسباب الضارة . { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ }{ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } . بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم
الفواكه الشهية في الخطب المنبرية - الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
imenmaymouna- مشرف
- عدد المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 07/07/2011
رد: الجزاء من جنس العمل
خطبة في أن الجزاء من جنس العمل وأسباب شرح الصدر
الحمد لله الذي شرح صدور الموفقين بألطاف بره وآلائه ، ونور بصائرهم بمشاهدة حكم شرعه وبديع صنعه ومحكم آياته ، وألهمهم كلمة التقوى ، وكانوا أحق بها وأهلها ، فسبحانه من إله عظيم ، وتبارك من رب واسع كريم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، في أسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وخيراته ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أشرف رسله وخير برياته ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه في غدوات الدهر وروحاته .
أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن سعادة الدنيا والآخرة بصلاح القلوب وانشراحها ، وزوال همومها وغمومها وأتراحها ، فألزموا طاعة الله ، وطاعة رسوله ، تدركوا هذا المطلوب ، واذكروا الله كثيرا ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب . أما علمتم أن الإقبال على الله - رغبة ورهبة وإنابة - في جميع النوائب والحالات أعظم الأسباب لانشراح الصدور وطمأنينة النفوس وإدراك الغايات ؟ وأن الإعراض عن الله والانكباب على الشهوات نار تلظى في القلوب ، وخسران وحسرات ؟ وأن السعي في طلب العلم النافع مع النية الصادقة من أكبر الطاعات ، وبه تزول التبعات والجهالات ، والأمور المعضلات ؟ وأن تنوع العبد في السعي في نفع المخلوقين في قوله وفعله وماله وجاهه يصلح الله به أموره في الدنيا والدين ؟ ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن تواضع لله رفعه ، ومن تكبر عليه أو على الخلق وضعه ، ومن عفى وسامح سامحه الله ، ومن استقضى استقضى الله عليه ، ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته وفضحه ، ومن تورع عن عيوب الخلق كف الله عن عرضه ، ومن تقرب إلى الله ، تقرب الله منه ، ومن أعرض عن الله ، أعرض الله عنه ، والجزاء من جنس العمل ، وما ربك بظلام للعبيد . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } إلى قوله : { الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
الفواكه الشهية في الخطب المنبرية - الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
الحمد لله الذي شرح صدور الموفقين بألطاف بره وآلائه ، ونور بصائرهم بمشاهدة حكم شرعه وبديع صنعه ومحكم آياته ، وألهمهم كلمة التقوى ، وكانوا أحق بها وأهلها ، فسبحانه من إله عظيم ، وتبارك من رب واسع كريم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، في أسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ، وخيراته ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أشرف رسله وخير برياته ، اللهم صل وسلم وبارك على محمد وعلى آله وأصحابه في غدوات الدهر وروحاته .
أما بعد : أيها الناس ، اتقوا الله تعالى ، واعلموا أن سعادة الدنيا والآخرة بصلاح القلوب وانشراحها ، وزوال همومها وغمومها وأتراحها ، فألزموا طاعة الله ، وطاعة رسوله ، تدركوا هذا المطلوب ، واذكروا الله كثيرا ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب . أما علمتم أن الإقبال على الله - رغبة ورهبة وإنابة - في جميع النوائب والحالات أعظم الأسباب لانشراح الصدور وطمأنينة النفوس وإدراك الغايات ؟ وأن الإعراض عن الله والانكباب على الشهوات نار تلظى في القلوب ، وخسران وحسرات ؟ وأن السعي في طلب العلم النافع مع النية الصادقة من أكبر الطاعات ، وبه تزول التبعات والجهالات ، والأمور المعضلات ؟ وأن تنوع العبد في السعي في نفع المخلوقين في قوله وفعله وماله وجاهه يصلح الله به أموره في الدنيا والدين ؟ ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن تواضع لله رفعه ، ومن تكبر عليه أو على الخلق وضعه ، ومن عفى وسامح سامحه الله ، ومن استقضى استقضى الله عليه ، ومن تتبع عورات المسلمين تتبع الله عورته وفضحه ، ومن تورع عن عيوب الخلق كف الله عن عرضه ، ومن تقرب إلى الله ، تقرب الله منه ، ومن أعرض عن الله ، أعرض الله عنه ، والجزاء من جنس العمل ، وما ربك بظلام للعبيد . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } إلى قوله : { الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }
الفواكه الشهية في الخطب المنبرية - الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
imenmaymouna- مشرف
- عدد المساهمات : 205
تاريخ التسجيل : 07/07/2011
مواضيع مماثلة
» العمل المسلح ورد فعل الاستعمار
» علاقات العمل الإيجابية تحسن الصحة...
» زلزال واشنطن "نادر" ذكّر بـ11 سبتمبر و"عدّل" دوامات العمل و"أغلق" معالم أثرية
» علاقات العمل الإيجابية تحسن الصحة...
» زلزال واشنطن "نادر" ذكّر بـ11 سبتمبر و"عدّل" دوامات العمل و"أغلق" معالم أثرية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى