بلدية العيون تحيي الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية ...

**ahmed bechinia** الثلاثاء أغسطس 07, 2012 8:15 am

كلمة حول الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية : 5 جويلية 1962 ***** 5 جويلية 2012.
إعداد : بشنية .أ : أستاذ في مادة التاريخ و الجغرافيا بثانوية الزيتونة ولاية الطارف

يقول الحق تعالى في محكم تنزيله : وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171).سورة آل عمران
أيها الاخوة الأفاضل ، أيها الحضور الكرام :
إنها لمناسبة عظيمة هذه التي تحتفل بها بلادنا الجزائر الحبيبة هذه الأيام ، و طاب لها أن تحتفي و هي تنعم بخمسينية الاستقلال ، و طاب لهذه الوجوه النيرة أن تبتسم و أقدامها تطأ أرضا ارتوت بدماء أزيد من مليون و نصف المليون شهيد
أي و ربي إننا لنقف وقفة إجلال و إكبار أمام أموات أحببناهم دون أن نأنس بمجالستهم ، لكننا استأنسنا بما قدمته عقولهم لهذا الوطن الغالي .... أي و ربي إننا لنقبل أجبنة مجاهدي هذه البلدية الطيبة الذين لا يزالون بيننا ، يذكروننا دوما و نحن جيل الاستقلال أن ثمن الحرية جد باهض وأن مهمتنا صعبة في مواصلة درب بناء هذا الوطن المفدى وحمل مشعل التشييد و رسالتهم .....
أيها الأخوة الكرام ، أجدادي ، آبائي :
ما كان لنا أن نقيم الأفراح و ننعم بهذه الجلسات الحميمية لولا رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، ...
ما كان لنا أن نسير في أرضنا مطمئنين ، و بين ظهراننيا عدوا لم يرحم الأرض قبل ساكنها ...فبفضل الله عز وجل و رجال و نساء هذا الوطن اجتث هذا الاستعمار الهمجي الذي لم يرحم صغيرا و لا كبيرا، لم يرحم رجلا و لا امرأة ...
إن ما قدمه الشعب الجزائري من تضحيات جسام تعجز الأقلام عن تدويننها، و تتلعثم الألسن عند الجهر بها فقد قدم ملحمة في النضال للعالم بأسره حتى أصبحت اليوم أرض المليون و نصف المليون شهيد مثلا يحتذى به في الكفاح من أجل نيل الحرية و الانعتاق من العبودية ......
تـأتي خمسينية الاستقلال أيتها الوجوه الطيبة و بلادنا تنعم بمنجزات لا ينكرها إلا جاحد ، ما كانت لتتم لولا هذا الشعب الأبي الذي عرف طوال تاريخه و منذ الرومان برفضه لدخول الأجنبي...فما بالك للخضوع له !!!! ، إن ما حققته الجزائر منذ استرجاع سيادتها الوطنية لا يمكن أن يغفله أو ينكره العدو قبل الصديق ، رغم قصر المدة في تاريخ الأمم و الشعوب فالاستعمار قضى أكثر من قرن و هو يدمر الوطن ,,,و أبنائه بفضل الله عز وجل قضوا بأقل هذه المدة بكثير و هم يعيدون رسم الجزائر البهية ، جزائر الشهداء ....بصورة أجمل و طلعة بهية تليق بأجيالها و أولادها ....
إنني لأصدقكم القول حين أعبر لكم عن ضعفي و عجزي أمام تصوير مشهد لشخص همجي يقتل الطفل، و يستحي المرأة، و يشرد الشيخ و يبكي الأرملة و يهدم البيت و يحرق الأرض و يهلك النسل ...إن همجية الاستعمار التي لم ترحم قريبي و أبكت جاري و اعتدت على حرماتنا ...ما كان ليقضى عليها لولاكم أنتم أيها الشهداء الأموات و المجاهدون الأحياء ، لولا تضحيات الملايين من الجزائريين الذين تألموا كثيرا و هجروا و أحسوا الظلم و هم في أرض أصبحت ليست أرضهم ، و بين اناس غرباء عنهم ..
إن هذه الصورة الموجزة التي أحاول تصويرها عن المستدمر هي ذاتها التي انبرى لها الجزائري الأصيل و الجزائرية الأصيلة بنخوة عربية ، غيرت الأسوأ إلى أحسن و البشع إلى أجمل منذ أن وطئت أقدام "دي بيرمون" ميناء سيدي فرج و منذ أن صرح ساسة فرنسا بأن جزائرنا فرنسية ...فتعسا لما قالوا ... فقد أثبت الجزائريون لهؤلاء بأن أرضهم عصية على الفرنجة قديما و أبناؤها حديثىا ... فتكمن هؤلاء من استرداد سيادتهم و أخذوا ينهجون طريق البناء، التشييد و التعمير رغم كيد الكائدين و مكر الماكرين ...فالجزائر واقفة برجالها ، ، باقية جميلة جمال بناتها ، شامخة شموخ أوراسها ...
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار
الله يرحم الشهداء و يبارك في أعمار مجاهدينا الأشاوس
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
ملاحظة : ألقيت الكلمة صبيحة اليوم الخامس من جويلية 2012 بمقبرة الشهداء ببلديتنا بحضور أعيان المدينة و سكانها .