منتدى واحة العيون من الطارف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحرب العالمية الاولى

اذهب الى الأسفل

   الحرب العالمية الاولى Empty الحرب العالمية الاولى

مُساهمة  salima الإثنين يوليو 11, 2011 10:15 pm

[center]
--------------------------------------------------------------------------------

الحرب العالمية الأولى: هي الحرب التي أنهت كل الحروب، امتدت معاركها لتشمل كل العالم، إفريقيا وأوروبا وآسيا، سببت أعظم الخسائر المادية والمعنوية في تاريخ الحروب، ولكنها لم تنه الصراع. حرب استعملت فيها أحدث أسلحة عصرها (الدبابات) التي كانت السلاح الذي حسم معارك عديدة. وفي هذا الملف الوثائقي نفتح باب الحرب العالمية الأولى على مصراعيه، نحلل لمقدماتها التي تعددت فيها الأزمات وتطورات أحداثها التي كانت مفاجأة لدول العالم، كذلك نتائجها التي غيرت خريطة أوروبا والعالم.

الأزمات الممهدة للحرب العالمية الأولى:

تعددت الأزمات التي أدت في نهايتها إلى قرارات إعلان الحرب في أوروبا، فأسباب الحرب العالمية الأولى بدأت منذ ضم بسمارك لألمانيا وهزمته فرنسا في عام 1871، وخوفاً من الانتقام الفرنسي، بدأ في تكوين شبكة من الأحلاف مع النمسا وروسيا وإيطاليا لمحاصرة فرنسا سياسياً، وبدأ العالم يعرف لعبة الأحلاف وسباقات التسلح، وبعد سنوات قليلة تغيرت المقاعد في اللعبة فتحالف الروس مع الفرنسيين، فأصبح على الألمان أن يقوموا بوضع إستراتيجية تتماشى مع هذا الوضع الجديد، وكانت خطة "فون شليفن" في عام 1905، والتي هدفت إلى تحطيم فرنسا في ستة أسابيع. وتقوم الخطة على عبور الجيوش أراضي بلجيكا المحايدة، والتوجه نحو الدفاعات الفرنسية الحصينة، ثم تحتل فرنسا وتحاصر باريس، قبل أن يدرك الفرنسيون ما أصابهم، ثم يدفعون بالفرنسيين نحو المدافع الألمانية، عند هزيمة فرنسا ستضطر حليفتها الروسية لقبول شروط السلام الألمانية، كانت خطة خطرة يفترض أن تعمل بدقة عقارب الساعة. ولكن الوقت هو الذي عطل الخطة فقد أخذت الاستعدادات وقتاً كانت القوى الفرنسية والروسية تزداد قوة فيه، وتأجل تنفيذ الخطة إلى حين إيجاد فرصة مناسبة.
في عام 1905، هُزمت القوات الروسية على يـد اليابان، وتحول اهتمام روسيا بعد ذلك لمنطقة البلقان. وفي نفس الوقت بدأت النمسا تخطط لضم جارتها صربيا، حتى تقضي على آمال النمساويين المتمردين من السلاف الذين كانوا يطمحون في أن يتوحدوا مع صربيا السلافية، وكان الصرب قد خرجوا لتوهم من حرب مع تركيا، فسعت صربيا لطلب الحماية من أكبر دولة سلافية في العالم – روسيا - في مواجهة الأطماع النمساوية، ووافقت روسيا بدورها على حماية صربيا عند ظهور الحاجة لذلك. إلا أن أهم ما حرك أوروبا تجاه الحرب أزمتين من أهم الأزمات التي حثت أوروبا على رفع السلاح، وهما أزمة ضم البوسنة والهرسك، وأزمة أغادير.

أولاً: أزمة ضم البوسنة والهرسك:

رغبت الدولة التركية الجديدة أثناء ثورتها في ضم البوسنة والهرسك، وهي بذلك كانت تحاول ضرب الأماني القومية للصرب، فحاولت نيل موافقة روسيا على ضم الإقليم، وكانت المفاوضات مع روسيا تقوم على السماح للسفن الروسية بالمرور من الدردنيل دون اعتراضات، وكانت المفاوضات سرية، وفي نفس الوقت كانت المفاوضات السرية بين بلغاريا وتركيا قائمة لنفس الغرض. ولكن الأتراك وقبل ان ينتهوا من المفاوضات السرية أعلنوا ضم الإقليم لهم. وهكذا، كان ضم الإقليم ضربة قوية للأماني القومية الصربية. وكانت الاعتراضات الديبلوماسية الروسية كثيرة في غياب التهديدات العسكرية، وأعلن بريطانيا عن رغبتها في إغلاق المضايق البحرية تأديباً لتركيا.

وفي عام 1908 قامت ثورة تركيا ضد السلطان عبد الحميد الثاني، وتولت جمعية الاتحاد والترقي السلطة في البلاد، ودعت بدورها البوسنة والهرسك للتمثيل في الجمعية، إلا أن الأزمة تفاقمت واشتعلت أكثر وأكثر.

ثانياً: أزمة أغادير:

كانت دول الوفاق (إنجلترا وفرنسا) دائما ما تمثل حجر العثرة لمصالح ألمانيا في الشرق العربي، وشرق إفريقيا، وعلى سبيل المثال أوقفت إنجلترا مشاريع مد السكك الحديدية الألمانية في الجزيرة، كذلك كان لها موقف حاد مع ألمانيا أثناء أزمة طابا. ومن رغبة ألمانيا في نيل جزء من التركة العثمانية في شرق إفريقيا. وفي عام 1911 وصلت المدمرة الألمانية "بانثر" إلى ميناء أغادير بجنوب غرب المغرب، لسبب ظاهري وهو حماية الجالية الألمانية بالمدينة، ولكن الهدف الحقيقي هو محاولة الضغط لنيل الكونغو الفرنسي، فقد كان الرأي العام الألماني يلح على القيصر ويضغط عليه، وكان على إنجلترا وفرنسا إيجاد حل لتلك الأزمة.

ولحل تلك الأزمة قررت دول الوفاق منح ألمانيا جزء من الكونغو الفرنسي، اعتبرها القيصر قاعدة للتوسع فيما بعد. ونتج عن ذلك الحل أن تعدت بريطانيا في تعاونها مع فرنسا مجال الوفاق ليصبح تحالفا دون اتفاقية مكتوبة كنوع من تحالف الموقف.

وترتبت على تلك الأزمة عدة حوادث عالمية، فروسيا حينما رأت النتيجة الألمانية حاولت مد سيطرتها على طهران، ولكن إنجلترا أصرت على مواجهتها بعنف. كما استولت إيطاليا على ليبيا بعد أن أعلنت الحرب على تركيا. كذلك تكونت عصبة البلقان التي شنت الحرب على تركيا لأهداف توسعية.

الحالة الاقتصادية الأوروبية:

اعتقد الكثيرون أن العامل الاقتصادى هو السبب المباشر للحرب العالمية الأولى، إلا أن هذا العامل لم يكن كذلك نظراً لما كان من علاقات اقتصادية زادت من حجم التبادل التجارى الأوروبى بين بريطانيا وألمانيا، وفرنسا وألمانيا، وروسيا وألمانيا، كما كانت توجد علاقات اقتصادية ولو ضعيفة بين ألمانيا وإمبراطورية النمسا والمجر، وقوية بين إيطاليا وإمبراطورية النمسا والمجر، والتى توازنت مع بريطانيا وفرنسا، وبين ألمانيا وإيطاليا.

وكان لنجاح ألمانيا الاقتصادي عدة عوامل هامة يجب عدم تجاهلها، وهي:

1. الوحدة الألمانية: التى كانت ذات إمكانيات صناعية ضخمة.

2. طبيعة الشعب الألمانى: التى كانت تتسم بالإصرار والمثابرة.

3. موقع ألمانيا: الذى كان يتميز بمواصلات سهلة لتوصيل المنتج إلى المستهلك فى الأسواق.

ورغم ذلك فإن تجارة بريطانيا ظلت مستمرة رغم الأضرار التى لحقتها، فكانت المنافسة التجارية بين ألماني وإنجليزى تحسم دائما لصالح الإنجليزى، لأنها تصيبه بنقص بسيط فى المكسب دون التعرض لفقد السوق أو التجارة. ويعود سبب قلة حدة الفقد التجارى الإنجليزى إلى عدة عوامل منها:

1. نجاح حزب الأحرار الذى نفذ سياسة حرية التجارة.

2. الإمبراطورية البريطانية التى صنعت أسواق عديدة لاستثمار رؤوس الأموال، التى أدت إلى عدم تعرض انجلترا لهزات اقتصادية عنيفة.

وفي 28 يونيو 1914، بدأت "الحاجة" في الظهور عندما قام طالب صربي - جارفيل برينسيب - باغتيال الأرشيدوق "فرانز فيرديناند" ولي عهد النمسا في مدينة سراييفو. وأعلنت النمسا الحرب على صربيا، وعندما بدأ الروس في الزحف غرباً، أسرع الألمان بتنفيذ خطة شليفن، وفاجئوا الفرنسيين بالهجوم عليهم عبر الأراضي البلجيكية في 3 أغسطس 1914، وتنفيذاً لتعهدها بالحفاظ على حياد بلجيكا، أعلنت بريطانيا في اليوم التالي الحرب على ألمانيا، وبدأت الحرب العالمية الأولى في أوروبا. ولكن قبل الخوض في تفاصيل وتطورات الحرب، يجب أن نقيم الدول المشاركة في الحرب.

تقييم الدول المشاركة في الحرب العالمية الأولى:

حالة بريطانيا قبل الحرب:

فى النظام السياسى البريطاني كان يوجد حزبان، هما الأحرار والمحافظين، وكان لهما الحق فى تشكيل الوزارة إذا فاز أحدهما فى الانتخابات. أما حزب العمال فقد تشكل بعد ذلك، وكانت الوزارة المنتخبة مسئولة أمام برلمان منتخب، يتكون من مجلسى اللوردات والعموم. وكان حزب المحافظين يتكون من الأثرياء وكبار ملاك الأراضى من دعاة الاستعمار والقضاء على الحركات الوطنية. وكانت المنافسة تزداد بينهم حتى لو انتهى الأمر إلى ارتفاع الأسعار داخـل انجلترا نفسها. أما حزب الأحرار فكان أكثر ميلاً لإصلاح حال الفقراء، وتخفيض الأسعار واعتناق مبدأ الحرية الاقتصادية بما يخدم سياسة أصحاب الحزب، وهم من أصحاب مصانع السفن والنسيج والتجار.

ومنذ ستينيات القرن التاسع عشر ظهرت التنظيمات العمالية للمطالبة بحقوقها، فى مختلف بقاع العالم، فظهر الاتحاد الدولى للعمال في عام 1867، وكذلك اتحاد العمال الاشتراكى في عام 1811، فضلاً عن الجمعية الفابية الاشتراكية في عام 1884. واستطاع حزب العمال لعب دور فى السياسة من خلال تحالفه مع حزب الأحرار قبيل الحرب العالمية الأولى، وكان هذا الحزب فى الحكم قبيل قيام الحرب العالمية الأولى وحتى سنة 1916، وقد أصدر تشريعات إصلاحية كثيرة، وعندما اعترض اللوردات على تلك التشريعات قرر الأحرار قصر التشريعات على مجلس العموم فقط.

وتعددت عوامل القوة لبريطانيا، فهناك خام الحديد المستخرج منها بوفرة، وهناك الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، فقد تعددت المستعمرات البريطانية فى أماكن متعددة مناخياً، ومتعددة الموارد، كما أن ضعف المستعمرات سياسيا وغناها اقتصاديا، قد أعطى لبريطانيا منتهى القوة أمام المجتمع الدولى.

لقد انقسمت أوربا إلى أحلاف ثلاثية وثنائية، وكانت انجلترا ورغم هذا الانقسام هادئة، فهى تمتلك أسطول قوى، رغم مزاحمة الألمان لها فى هذا المجال، ولها حلفاء مثل اليابان وفرنسا وروسيا، وكان الاتفاق بينهما هو أن تتحمل اليابان الدفاع عن الهند، حتى تستطيع بريطانيا أن تسحب جزء من الأسطول الإنجليزى إلى بحر الشمال في عام 1905، وأن تترك مهمة الدفاع عن البحر المتوسط إلى فرنسا، على أن تسحب انجلترا أسطولها، وتوجهه إلى بحر الشمال في عام 1906. ومع ظهور مشكلة الطاقة وجد الحلفاء حلولا كان أبرزها توفير معظمها من آبار البترول التى توجد فى إيران والتى تسمى آبار عربستان، كما حاولت بريطانيا إقناع ألمانيا بوقف سباق التسلح البحرى، حتى لا تؤدى تلك المنافسة إلى نتائج وخيمة، ومع ذلك فقد ارتعدت بريطانيا خوفا من القوة الألمانية البرية، وبدأت فى تقوية جيوشها البرية.

حالة فرنسا قبيل الحرب العالمية الأولى:

كانت فرنسا من أكبر القوى البرية فى دول الوفاق الودى، أثرت عليها عدة أحداث هامة، من أهمها انشغال الرأى العام الفرنسى بقضية ضياع الإلزاس واللورين، فقد كان اللورين من أغنى أقاليم فرنسا بالفحم والحديد، ولهذا تمسك الألمان به، ولكن الشعب الفرنسى ورومانسيته المعهودة وثقافته العريقة تمسك بحقه التاريخى، فالإلزاس واللورين كانا جزءاً من إمبراطورية شارلمان، فضلا عن الكرامة الوطنية الفرنسية، ولكن الإقليمين قد اتصلا بكل من ألمانيا وفرنسا اتصالاً مباشراً، وهذا يؤكد حدة المشكلة، ومع رفض الألمان التنازل عنهما، ومع تمسك الفرنسيين بهما، أدرك الفريقان أن الحرب هى الفيصل الوحيد لهذه المشكلة.

أدى هذا إلى عدم الاستقرار الداخلى، لأن تلك المشكلة ترتبط بالألمان الذين تربطهم بفرنسا رابطة الجوار، وأدى أيضا إلى أن تفكر فرنسا فى تعويض ما خسرته من موارد فى الإلزاس واللورين من مستعمراتها فى العالم الخارجى، كما كانت قضية دريفوس اليهودى، التى انقسم بشأنها المجتمع الفرنسى، والذى دافع عنه الكاتب "إميل زولا" وتبرئته، من أهم العوامل التى كانت تهدد الاستقرار فى فرنسا.

وكانت حكومة "بوانكاريه" في عام 1903، تهدف دائما إلى استعادة الإلزاس واللورين بالقوة من الألمان، وكانت خطة بوانكاريه هى أن يهجم جيش فرنسى على ألمانيا، بينما ينتظر جيشا آخر ليمتص الهجوم الألمانى المضاد، مع زيادة الآمال بتوسع فرنسا فى الأراضى الألمانية، وكانت ثقة فرنسا بنفسها زائدة خاصة بعد أن حققت ثانى إمبراطورية استعمارية ضخمة بعد انجلترا، ووقف نمو الإمبراطورية البريطانية، وبهذا تستطيع تعبئة جيوشها فى الحرب المحتملة، لأن معدل زيادة الفرنسيين سكانيا كان بطيئا للغاية، أيضا اعتدال الميزان التجارى الفرنسى ووجود احتياطى كبير من الذهب.

حالة روسيا قبيل الحرب العالمية الأولى:

كانت كراهية الشعب الروسى للقيصر وإدارته الحكومية شديدة لحجم الاستبداد الهائل الذى يزاولونه، فقد بعد القيصر عن إصلاحاته الداخلية، كما أبطأ الحركة الدستورية فى البلاد لأن القاعدة الشعبية كانت من الفلاحين والعمال الفقراء، أيضا كانت استكانة الكنيسة من أهم العوامل التى شجعت الحكومة على زيادة الاستبداد، مما أظهر مشاكل داخلية تثار من عدد من الأقليات مثل الفنلنديين الكاثوليك والبولنديين الكاثوليك وكرههم للحكم الروسى الأرثوذكسي، وأقليات تركية ومغولية كبيرة العدد، كما كانت الأقلية اليهودية المنتشرة فى المدن على عكس باقى الأقليات المتركزة فى الأرياف.

وكانت الحكومة تتوسع فى التعليم على نطاق واسع، فأظهر ذلك قوى مثقفة، أظهرت نوابغ فى الأدب والوطنية مثل "تولستوى" صاحب مؤلف "الحرب والسلام"، أيضا زاد الفكر التقدمى الاشتراكى، فزادت الرغبة فى الثورة في عام 1905، فتصدت الحكومة لهم بالقمع (الأحد الدامى 22 يناير 1905)، وكانت بداية المواجهة، وبعد هزيمة روسيا على يد اليابان، تم إعلان الحكم البرلمانى – مجلس الدوما – فى البلاد فيما سمى ببيان أكتوبر.

ومجلس الدوما Duma ، هو مجلس يضم أصحاب الفكر التقدمى الحر، ومع ذلك عجز عن المشاركة السياسية الفعالة، بسبب قوة ارتباط الجيش بالقيصر والحكومة، كما كان يحل كلما أظهر نوعا من التعارض مع ما تريده الحكومة. وظهرت أحزاب روسيا فى محاولة منها إنقاذ الحالة المتردية في البلاد، وهناك الأكثر اعتدالا، مثل الأكتوبريون الذين انتسبوا إلى بيان أكتوبر، وقد دعوا إلى حكومة برلمانية. كذلك، الديمقراطيون الدستوريون "كادت" الذين دعوا إلى الديمقراطية على النظام الإنجليزى، أيضا هناك الأحزاب التى دعت إلى الخلاص من الأتوقراطية الحاكمة، وهم الديمقراطيون الاشتراكيون، والتوريون الاشتراكيون، وكانوا حلم الفلاحين للحصول على حقوقهم المغتصبة.

وعلى أثر الهزيمة التى نالتها روسيا أمام اليابان، والقلق من نمو مصالح الألمان فى الدولة العثمانية، نظرا للمشاريع الألمانية فى أملاك الدولة العثمانية "خط حديد فيينا – برلين – الأستانة – بغداد – البصرة "، وبهدف إعطاء دفعة نشطة للجامعة السلافية لتفكيك الإمبراطورية النمساوية المجرية، وإطلاق يد روسيا فى شؤون البلقان، كان دخول روسيا الحرب العالمية الأولى.

حالة ألمانيا قبيل الحرب العالمية الأولى:

لقد منح الشعب الألمانى الحكم الدستورى من حكومته دون مجهود شعبى بعد الوحدة الألمانية، وكانت سلطات الإمبراطور الألمانى الواسعة يفخر بها الشعب، وتكون لخدمة الشعب الألمانى وبناء على رغبته مجلسان، أولهما الريخستاج، وهو مجلس انتخابى، أعضاءه من الأرستقراط والبرجوازية، وثانيهما البندرات، ويتكون من ممثلى الولايات. ومع زيادة عدد المعارضين أيام ولهلم الثانى في عام 1888 ضد بسمارك أقاله دون أية زيادة فى حدة المعارضة، خاصة من الاشتراكيين، وجعل تماسك البناء الاجتماعى فى ألمانيا القطاعات المتعارضة تتحد مع نذر الحرب. ورغم قوة ألمانيا البرية، تعقدت دفاعات الحدود الألمانية لعدة أسباب:

1. عدم وجود حدود طبيعية مفتوحة.

2. سهولة الهجوم على الحدود من كافة الجبهات مرة واحدة.

وكانت خطة "شيلفن" والتى أشرنا إليها من قبل قد نصت على أن يطلب من قادة القوات الإجهاز على فرنسا خلال ست أسابيع فقط ثم التحول السريع إلى الجبهة الروسية، ويتم الاعتماد على الحرب الخاطفة، حتى تستطيع ألمانيا التغلب على مشكلة تعذر وصول المؤن والمواد الخام مـن الخارج أثناء حدوث المعارك الطويلة، فـى نفس الوقت نجحت ألمانيا فـى إكمال قناة "كييل" التى تربط بين البلطيق وبحر الشمال. وهكذا، أعطتها القناة إمكانات بحرية جديدة.

حالة إمبراطورية النمسا والمجر قبيل الحرب "المملكة الثنائية":

لا يجمع تلك الإمبراطورية سوى الولاء للإمبراطور، فهى إمبراطورية متعددة القوميات، والمملكة الثنائية، تكونت من النمسا والمجر، بصورة تستقل فيها كل منهما عن الأخرى فى الإدارة والدستور، فالعامل المشترك بينهما والذى أعطى لهما صفة الاتحاد، هو اتفاقهما على الدفاع المشترك الخارجى والداخلى، أى مباشرة شئون إمبراطورية بإدارتين ودستورين.

وضمت المملكة الثنائية العديد من القوميات النشطة "سلاف – تشيك – كروات – إيطاليون – وبولنديون"، وقد تعرض السلاف إلى استبداد من جانب المجر بشدة. ومرور الزمن ظهرت الخلافات بين طرفى المملكة الثنائية الـذى خول الطريقة المثلى لمعاملة الأقليات. ونظرا لسوء الأوضاع الاجتماعية المتدهورة، تدهور اقتصاد المملكة بشدة، وزاد الصراع من أجل العدالة الاجتماعية بين رأسماليين كبار من النمسا والمجر وبين العمال من السلاف، ونتيجة كل هذا كانت عدم وجود كلمة واحدة يتجمع عليها الشعب ضد أى خطر، مثل الدعوة التى انتشرت للجامعة السلافية والتى كان يسبب نجاحها خروج أكثر من ثلث السكان فى المملكة، وانضمامهم إلى الصرب، وفى محاولة لإنقاذ الموقف تم توجيه العمليات العسكرية ضد الصرب، لسببين هما:

1. تحطيم الجامعة السلافية.

2. إيجاد منفذ على البحر المتوسط "وكان هو السبب الرئيسى".

ومع معارضة تدخل المملكة فى الصرب، دعت النمسا إلى التحالف مع بلغاريا وتركيا، كى تضغط على الصرب واليونان، ولردع روسيا إذا ما تخلت. ولكن ظهور مشكلة الإيطاليون "التونتينو" وهو جزء منضم إلى النمسا والمجر "المملكة الثنائية" واتخاذها كسلاح ضد المملكة فى أى وقت جعل المملكة تعيد حساباتها، وأصبح الأمل الوحيد لدى المملكة هو المشروع الألمانى فى أراضى الدولة العثمانية، والذى تمثل فى مشروع خط سكة حديد "فيينا – برلين – الاستانة – الموصل – بغداد – البصرة"، والذى جدد الأمل فى إيجاد مخرج للمملكة تجارى وعسكرى.

كان كل ذلك موجها للمملكة للتحالف مع ألمانيا، حتى لا تواجه الحرب على جبهتين. وهكذا، أصبحت المملكة تواجه روسيا والبلقان وإيطاليا المحتملة، فى الوقت الذى كانت ألمانيا تحاول إيجاد حل فى جبهتيها "الروسية والفرنسية"، إلا أن التحالف استمر، ولكن كان الفارق بين الحليفين شاسعا.

لقد كانت ألمانيا تتمتع بالتماسك، فالجيش قوى متحد، والاقتصاد متوازن، أما المملكة الثنائية فقد كانت ذات جيش يواجه اضطرابات قومية داخلية، واقتصاد متدهور، ولكن مع اتحاد ألمانيا والمملكة الثنائية زادت مشكلة الحدود الألمانية، فالحدود النمساوية منعدمة من الناحية الطبيعية، وأيضا ألمانيا.

حالة ايطاليا قبيل الحرب العالمية الأولى:

أدت محاولات التوسع الاستعمارى الإيطالية إلى أزمة اقتصادية عنيفة، خاصة بعد الحرب الليبية، فقد عانت ايطاليا من قلة فى الأيدى العاملة، ونقص فى الموارد الاقتصادية، فضلا عن نمو المشاكل الاجتماعية، ونمو الفكر الاشتراكى، إلا أن سياستها الخارجية كانت متوازنة نسبيا رغم تحالفها مع النمسا وألمانيا، خاصة مع فرنسا بعد حصول إيطاليا على موافقة فرنسا على احتلال ليبيا.

هذا التوازن يعكس انقسام الرأى العام الإيطالى حول من تقف بجانبه ايطاليا فى حالة حدوث حرب، فالسياسيون يدعون إلى ضرورة عودة إقليم "ترنتينو" النمساوى، والكاثوليك فهم معتدلون محايدون، أما الاشتراكيون، فيدعون إلى عدم التورط والدعوة إلى السلام. كذلك دعا بعض الأحرار والاشتراكيون إلى الوقوف بجانب الوفاق، وبالطبع كان تريث الحكومة فى اتخاذ مواقفها. وفى فترة رئاسة "سالندرا" ظهرت طرق ثلاثة:

1. الحياد والحصول على الثمن من كل الأطراف.

2. الانحياز إلى الوسط الذى يتحالف معهم فعليا.

3. الانحياز إلى الوفاق والغدر بحلفائه.

تلك التضاربات فى السياسة الإيطالية لم تخف على المملكة الثنائية، فاتخذت المملكة سياسة ملتوية حتى لا تخسر ايطاليا، لأن ذلك سوف يقلل من جبهات الحرب، حتى إذا ما انتصرت لن تمكن ايطاليا من الحصول على الترنتينو، ووجدت ايطاليا أن آمالها التوسعية على حساب الوسط سوف تتحقق لو أنها انحازت إلى دول الوفاق. وهكذا، تم توقيع معاهدة سرية بين إيطاليا والوفاق فى 26 ابريل 1915، وإلغاء معاهدة التحالف الثلاثى، وحاول سالندرا الحصول على موافقة البرلمان، ولكن البرلمان رفض لأن أعضاءه من الحياديين، فاستقال سالندرا، ولكن المثقفون تمسكوا بالملك، وضغطوا على البرلمان وحصلوا على موافقة بدخول الحرب.

* * *

ولقـد اتسع نطاق الحرب ليضم 32 دولة متصارعة، حيث اتخذت 28 دولـة منـها صف الحلفاء وأهمهم (فرنسا، روسيا، بريطانيا العظمى، الولايات المتحدة وإيطاليا) ضد ما يسمى بتحالف المحور وضم (ألمانيا، تركيا، بلغاريا والنمسا – هنغاريا). وبعد قيام الثورة الروسية ثم استيلاء لينين على الحكم، وقعت روسيا اتفاقية سلام، بشروط مجحفة للوصول إلى السلام "بأي ثمن" مع الألمان في مارس 1918، ليصبح الألمان في وضع يسمح لهم بنقل قواتهم من الجبهة الشرقية لتعزيز المواقع الغربية، ولكن خابت محاولات الألمان المتكررة لكسر دفاعات الحلفاء، وبدأت دول المحور في الاستسلام واحدة تلو الأخرى، فاستسلمت بلغاريا في سبتمبر 1918، وتركيا في أكتوبر، والنمسا ثم ألمانيا في نوفمبر لتنتهي الحرب بانتصار الحلفاء على دول المحور.

تطورات الحرب العالمية الأولى:

بدأت خطة الألمان بحركة التفاف إلى فرنسا، لكن المقاومة البلجيكية حال دون دخول ألمانيا لفرنسا لمدة أسبوعين كاملين، كانت فيها القوات الفرنسية تتمركز فى اللورين بعيدا عن بلجيكا، وبذلك بدأت حرب التراجع الفرنسية. وكان الروس فى هذا التوقيت قد ضغطوا على بروسيا، لذلك خفف الفرنسيين عدد القوات على الجبهة الفرنسية بقرار "فون شليفن" لمواجهة الاجتياح الروسى لبروسيا، وشن "بوفر" القائد الفرنسى هجماته على الألمان، وأرغم الألمان على اتخاذ خطط دفاعية، وبذلك فشلت معظم خطط الحرب الخاطفة فى بداية الحرب العالمية الأولى.


خطة شليفن أثناء تطبيقها في الحرب العالمية الأولى
"يمكنكم الضغط على الصورة لمشاهدتها بحجمها الكامل"

وبدأت معارك المدفعية على طول الجبهة الفرنسية، وبعدها تم شن عدة هجمات وهجمات مضادة من الفرنسى والألمان بنفس القوة ومتساوية النتائج، وهكذا ومع الفشل الواضح أمام القوات الفرنسية، تم اللجوء إلى خطة بديلة وهى محاولة توحيد الجبهة بتصفية الجبهة الروسية، بحرب خاطفة محسوبة، وفعلا تمت الخطة بنجاح نسبى، وتم إحراج دول الوفاق، خاصة بعد فشل الحملة الإنجليزية على الدردنيل، وفتح المضايق لتوصيل المواد العسكرية لروسيا. زادت نيران الحرب اشتعالا، وضغطت ألمانيا والنمسا وبلغاريا على الصرب بشدة ووصلوا حتى تيرانا عاصمة ألبانيا.

حتى الآن لم تسهم إيطاليا فى الحرب، وفى 24 أكتوبر 1917 لقيت القوات الإيطالية هزيمة مروعة على يد النمسا وألمانيا فى كابوريتو. وفى الجبهة الشرقية، أرغم العثمانيون الجيش الإنجليزى الزاحف عليها من البصرة على الانسحاب والاستسلام، وأرسل جيش إلى مصر بقيادة جمال باشا حتى قناة السويس إلا أن جيش الثورة العربية 1916 والإنجليز صدوه بعنف فانسحب إلى القدس.

كانت المعارك البحرية كذلك شديدة الوطأة، فقد تعادل الأسطول الألمانى مع البريطانيين فى معركة جوتلاند البحرية، ولكن الموقف اتزن لصالح انجلترا، نظرا لصعوبة تعويض خسائر الأسطول الألمانى، ومع بداية حرب الغواصات، والتى كانت تهدف الى تجويع انجلترا، بإغراق السفن التجارية والحربية الإنجليزية على السواء، خاصة القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن القطع البحرية الإنجليزية المدربة، أغرقت العديد من الغواصات الألمانية. وهكذا، استنفذت طاقات كل الأطراف المتصارعة، التى عبأتها لخوض غمار هذه الحرب، مما أدى إلى كثير من النتائج الهامة:

1. فى بريطانيا: اضطر "اسكويت" رئيس الوزراء إلى استبدال "كتشنر" وزير الحرب نظراً لعجزه عن تموين الجيش بـ "لويد جورج" وزير التموين، الذى خطط لحرب طويلة الأمد ووجه كل طاقات بريطانيا نحو الحرب، وتولى فى النهاية منصب وزير الحرب بمعاونة "كيرزون – ملنر هندرستون".

2. فى فرنسا: كانت وزارة "أرسطو برياند" الذى أسند وزارة الحرب إلى "ليوتى"، وبعد استقالة "برياند" خلفه "كلمنصو" الذى استعاد معنويات الشعب الفرنسى، مصراً على كسب الحرب.

3. فى إيطاليا: زاد قلق الشعب الإيطالى من عدم إحراز النصر منذ 1916، كما عارضت كافة قوى الشعب الحكومة، فهناك نقص فى المحاصيل والفحم، كما تعطلت المصانع وكـل موارد الرزق، وبعـد هـزيمة كابـوريتو سقطت الـوزارة، وتـولاها "أورلاندو"، الذى دعا إلى وحدة إيطالية داخلية، مما أدى إلى رفع الروح المعنوية لدى الشعب الإيطالى، وجعلهم يصممون على النصر.

4. فى ألمانيا: أزمة داخلية بسبب القروض 1917.

5. فى المملكة الثنائية: ظهرت انهيارات فى اقتصاديات المملكة، على أثرها توفى الإمبراطور، وبذلك تم تغيير الوزارة، ودعى مجلس الرخسرات لأول مرة منذ 1914، وجاء ممثلوا القوميات لينادوا بحرياتهم من المملكة، وتخلى مقاتليهم عن وحداتهم العسكرية فى الحرب.

6. في روسيا: بدأت تظهر مقدمات الثورة الشيوعية منذ ديسمبر 1916.

وهكذا، تغيرت كافة الوزارات ليتغير مسار الحرب العالمية الأولى بدوره، ووضح أن أوربا لو استمرت فى حرب بهذه المعطيات سوف تدمر عن آخرها، بحرب لا نهاية لها، وهنا جاء نداء الرئيس ويلسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بالسلام، ولكن دون جدوى، فقد صمم زعماء أوربا على استمرار الحرب. وقامت ثورة أكتوبر 1917 فى روسيا لتطيح بالنظام الروسى الحاكم، وتنسحب كلياً من الحرب ابتداء من مارس بعد صلح ليتوفسك مع الألمان، ودخلت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب فى أبريل 1917، وفى نفس الوقت تدهورت ألمانيا داخلياً، كما تصدعت المملكة الثنائية، كما استسلمت بلغاريا 1918، وفقدت تركيا البلاد العـربية 1917 – 1918.

وجاء دور الولايات المتحدة الأمريكية بتوجيهها إنذارا إلى ألمانيا بالتوقف عن حرب الغواصات التى أضرت بأسطولها التجارى، فلم تأبه ألمانيا بالإنذار لأن الولايات المتحدة الأمريكية من وجهة نظرها ستستعد فى عام كامل لدخول الحرب، تستطيع ألمانيا فيه تحقيق انتصارات كثيرة. وكان المتوقع أن تنقل ألمانيا كل قواتها بعد صلحها مع روسيا إلى الجبهة الفرنسية، ولكن عدم ثقتهم فى الروس جعلهم يترددون فى ذلك أيضا، وأيضا اشتداد النقص فى المواد الغذائية نتيجة الحصار الاقتصادى حولها، ووجدت فى أوكرانيا خير ممون لها فى هذه الحالة، وأن السبيل الوحيد للانتصار هو توجيه الضربات الحاسمة. وتم توجيه الضربات الألمانية إلى فرنسا فى أربع اتجاهات، بسرعة خاطفة وقوة شديدة " مارس – يوليو 1918 " كالآتى:

1. جبهة سان كانتين: وتم عمل خطة لفصل الجيشين الإنجليزى والفرنسى، ولكن القوات المشتركة الفرنسية الإنجليزية لم تعط للألمان الفرصة وتوحدت بقيادة "فوش" الذى تمكن من صد الهجمة الألمانية فى أبريل.

2. جبهة أرمنتنير: تم إرغام الجيش الإنجليزى على التراجع، ولكنهم لم يستطيعوا الاستمرار بسبب النقص فى المؤن.

3. جبهة المارن: تمكن "بيتان" القائد الفرنسى من وقف الهجوم الألمانى.

4. جبهة شمبانى: هجم الألمان على شمبانى، ثم على المارن، لكن "فوش" رد الهجوم، وبهجمة مضادة أجهز على الألمان.

كانت النتيجة أنه "لا طاقة للألمان على أية عمليات أخرى - كان عامل الزمن ضد الألمان - فقد كان الصمود الفرنسى الإنجليزى قد مهد لهجوم الجيش الأمريكى عند وصوله". وهكذا، وعند وصول القوات الأمريكية توقف دفاع الحلفاء، وبدأت سياسة الهجوم المضاد، بداية من هجمات محدودة، ثم هجوم شامل على كافة الجبهات "بلغاريا، تركيا، النمسا، الجبهة الألمانية، ثم اليونان، الشام، والعراق".








أصدر ويلسون مبادئه الأربعة عشر، والتى اتسمت بالمثالية والرومانسية التي لا تصلح لعصره، وظهر نوع من التدهور العسكرى على كافة الجبهات، وتم طلب الهدنة، فبلغاريا أصبحت وحدها فى الميدان فى منطقة البلقان بعد أن أفقدت خطط الحلفاء الجريئة القدرة على الصمود، فدعا البلغار إلى عقد صلح منفرد مع الحلفاء، والذى بالفعل تم توقيعه فى 29 سبتمبر 1918، وعلى أثره تم تسريح الجيش، وطرد الألمان، واحتلال الحلفاء لمواقع غير العاصمة البلغارية.

أما تركيا فاتسمت بمحدودية الصمود أمام الحلفاء، فقد فصلت الثورة العربية بين قواتها فى الشمال والجنوب، وهكذا سقطت نقاط المقاومة العربية متتابعة، وطلبوا الهدنة خاصة بعد سقوط بلغاريا، وتم توقيع الهدنة مع الحلفاء فى نوفمبر 1918.

المملكة الثنائية وهنت ووهن جيشها بعد موقعة "فينيتو"، وبعد استسلام بلغاريا انهارت مقاومتها بعد أن اضطرت لأن تحارب فى جبهات متعددة، خاصة بعد أن تناثرت أشلاء قومياتها الذين انسحبوا من الجيش فجأة دون سابق إنذار، وهكذا طلب الإمبراطور الهدنة ووقعت فى 3 نوفمبر 1918.

كانت ألمانيا قد بدأت تستخدم خطط دفاعية بعد أن اتخذ الحلفاء سياسة الهجوم، وبعد وهن القوات الألمانية بدأت تتراجع أمام الحلفاء وهجماتهم الجريئة، فتذمرت الجبهة الداخلية فى ألمانيا، وطلب الألمان الهدنة، لكن الحلفاء وضعوا شروطا قاسية قبلها الألمان على مضض منها:

1. اعتزال مناصب الإمبراطور والوزراء والقادة.

2. تشكيل حكومة ديمقراطية تتولى التفاهم مع الحلفاء.

وتمت الموافقة على الشروط، وتوقيعها فى 11 نوفمبر 1918. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وقعت اتفاقية فرساي، واضطرت الجمهورية الألمانية التي قامت على أنقاض ألمانيا القيصرية لقبول ما اعتبرته شروطاً مجحفة، وفقدت ألمانيا بروسيا الشرقية، وحمل الحلفاء ألمانيا المسئولية عن الملايين الذين وقعوا ضحايا نتيجة لسلوك ألمانيا العدواني.

معاهدة فرساي وسياسة تهدئة أوروبا:

وسط ما ساد أوربا من يأس، عقد مؤتمر السلام فى باريس، والتى تركت شروطه الاقتصادية والسياسية تأثيرات على أوربا، وقد سبق ذلك المؤتمر عدة معاهدات منفردة وجماعية من "28 يونيو 1918 – يوليو 1918"، ولقد اختير مكان عقد المؤتمر فى باريس لعدة أسباب، منها:

1. التخريب الذى لحقها فاق كل الحدود.

2. تمكين "كلمنصو" من رئاسته بحرية.

3. ممتلئة بالأمريكيين.

وحاول الجميع جعل الجو هادئا، بعد الجو الملتهب الذى عم أوربا بعد معارك غير متكافئة القوة، لزم بعدها فرض عقوبات على مسببى الحرب، ولم تشترك فيه روسيا نظرا لانسحابها مبكرا من الحرب، ولم تشترك أيضا ألمانيا، وهكذا كان أمامها الفرصة لنقض المعاهدة فيما بعد. وجاء سبعين مندوبا من ممثلى الدول المشتركة فى المؤتمر لمشاهدة انهيار ألمانيا وحلفاءها فى باريس، بقيادة أربعة من كبار القادة فى العالم "وودرو ويلسون، لويد جورج، كليمنصو، وأورلاندو"، ليضعوا جميعا بعد اجتماعات عديدة سرية وعلنية شروطا للسلام، افتتح المؤتمر بواسطة بوانكييه رئيس فرنسا فى 18 يناير 1919.

وفى 7 مايو 1919 خرجت مسودة المعاهدة التى قدمت لمندوبى ألمانيا، والتى نوقشت منذ 29 أبريل. وبعد ستة أسابيع نوقشت بعض الملاحظات، وماطل الألمان فى الرد على المعاهدة، فكان من الرئيس ويلسون أن وجه إنذار إلى ألمانيا بالرد خلال 24 ساعة فى 22 يونيو، واحتج مندوبوا ألمانيا، ولكن كل ذلك انتهى بتوقيع المعاهدة فى 28 يونيو 1919 فى قاعة المرايا بقصر فرساى، ليعود الزمن إلى الخلف، حتى عام 1871 فى نفس القاعة حين اجتمع المنتصرين البروسيين مع الدولة المهزومة فرنسا.

وطول مدة عقد المؤتمر تعددت الآراء وتشعبت الموضوعات من خلال اجتماعات أكثر من سبعين مندوبا للدول المشتركة، ولكن كان عدم اشتراك الدول المحايدة قد أنقص من بناء المؤتمر، وبذلك كان المتحكم فيه "كلمنصو، لويد جورج، وبالطبع ودرو ويلسون".

أهداف المؤتمر:

1. تغيير خريطة أوربا، كنتيجة طبيعية لسقوط أسرة الهوهنزلرن والهابسبرج، والإمبراطورية العثمانية.

2. تقرير مصير المستعمرات الألمانية، والأقاليم التابعة للإمبراطورية العثمانية.

3. فرض تعويضات على الألمان وحلفاء ألمانيا، لتعويض الدول المنتصرة التى تعرضت لدمار الحرب.

4. تحديد القوات.

5. تحديد حجم الحروب المستقبلية، ومحاولة منعها من قبل هيمنة دولية قوية.

وتم عمل معاهدات مع الدول المهزومة "ألمانيا، النمسا، المجر، بلغاريا، وتركيا" فى محاولة لتغيير خريطة أوربا، وتقسيم المستعمرات لمصلحة الدول المنتصرة، وبعض القوميات، كما تم تدمير القوة العسكرية الألمانية، وتسليمها للمنتصرين، وكانت النتيجة الفعلية للمؤتمر هى الاتفاق على إنشاء عصبة الأمم لحل مشاكل العالم بصور سلمية. وهكذا، كانت شروط المؤتمر كالآتى:

1. تحصل فرنسا على إقليمى الإلزاس واللورين.

2. تحصل فرنسا على وادى السار للاستفادة منه لمدة خمسة عشر عاما تحت رماية دولية وإشراف عصبة الأمم، على أن يخضع بعد مرور المدة المحددة لاستفتاء شعبى يحدد فيه مستقبل الإقليم.

3. قناة كييل منطقة محايدة منزوعة السلاح.

4. الراين منزوع السلاح، ويعطى الحلفاء فرصة السيطرة عليه.

5. تشكيل لجنة دولية لإدارة الموانئ الألمانية كلجنة الحلفاء فى الراين.

6. تحصل بلجيكا على مناطق مورسمت ومالميدى، ويقرر مصير مالميدى باستفتاء شعبى.

7. تقرير حياد لكسمبورج مثلها مثل بلجيكا.

8. استرداد ألمانيا لهولشتاين وشلزويج "الجزء الجنوبى منها" ويقرر مصير شمالها ووسطها باستفتاء شعبى.

9. أصعب مشكلات الحرب "الممر البولندى" يتم وضعه تحت الوصاية الدولية حتى عام 1935، ثم يقرر مصيره باستفتاء عام.

10. يعطى إقليم التيرول إلى إيطاليا.

11. تضم يوغسلافيا صـربيا القديمة، مونينجرو، بوسنيا، هرجوفينا، كرواتيا، ودلماشيا.

12. بواسطة معاهدة نيوى تتنازل "شترومنتزا" إلى يوغسلافيا، ومقدونيا إلى اليونان.

13. تضم بوهيميا ومورافيا إلى تشيكوسلوفاكيا، ويوقع على إقليم السوديت بواسطة أكبر رتب عسكرية ألمانية.

جوانب النقد المعاهدة:

كان يأمل المجتمعون فى المؤتمر أن يحقق المؤتمر العدالة والديمقراطية، فكانت العدالة الكاذبة التى لا تحقق الديمقراطية أو حتى ما يشابهها، فقد حاول المؤتمر إشاعة جو من الأمان الدولى لتحقيق نوع من الديمقراطية، ولكن ذلك لم يتحقق لأن صانعوا السلام أهانوا وأذلوا ألمانيا، باسم القومية، والفخر والنصر والشرف، ولم تستطع المعاهدة رغم ذلك تحقيق السلام فى أوربا طويلا.

العــــيـوب:

1. لقد حاولت معاهدة فرساى فرض نظام جمهورى على ألمانيا.

2. محاولة إسقاط الإمبراطورية الألمانية، مما أعطى لألمانيا عدة بنود رادعة من خلال رغبة فرنسا فى الانتقام.

3. أخذ الإلزاس واللورين من ألمانيا دون تعويضات، ومحاولة فصل الدول المؤيدة لألمانيا، ومشكلة بولندا والممر البولندى، والأراضى البروسية تعتبر إهانة للشرف الألمانى وإحراجها وسط المجتمع الدولى.

4. رفع اليد عن بعض الملايين من الألمان فى السوديت وتشيكوسلوفاكيا ظلم كثير من السكان، وجعلهم يتنازعون فى المستقبل.

5. كانت الإهانة الكبرى هى تقليل عدد القوات الألمانية ووضع قيود على قادتها.

6. التعويضات شكلت عبء على الاقتصاد الألمانى.

7. تجريد ألمانيا من السلاح هى وحلفاءها أظهر نوع من الجمود فى تكنولوجيا التسليح الألمانى.

8. تحجيم الإمبراطورية النمساوية أفقر سكانها واقتصادياتهم.

9. خروج روسيا من الحرب انتقص من بناء المعاهدة، لأنها قد لعبت دور مهم فى بداية الحرب ثم انسحبت، ولكن ذلك لا يمنع اشتراكها فى توقيع المعاهدة.

10. زيادة الطموحات الإيطالية فى الأدرياتيك على حساب اليونان والأتراك.

الممـــيزات:

1. تأسيس دول قومية فى وسط وجنوب أوربا.

2. مسألة إقامة استفتاء عام فى المناطق المتنازع عليها مسألة حضارية هامة.

3. حماية الأقليات المختلفة فى تشيكوسلوفاكيا، وبولندا بواسطة اتفاقات خاصة.

4. تأسيس عصبة الأمم كان مقدمة أو محاولة لحل النزاعات بطرق سلمية.


غلاف الطبعة الإنجليزية لمعاهدة فرساي
بنود معاهدة فرساي
مسودة معاهدة فرساي

ويلسون - الولايات المتحدة الأمريكية
كليمنصو - فرنسا
لويد جورج - بريطانيا

ولجأت الدول الأوربية في محاولة لحل المشكلات التي نجمت عن المعاهدة إلى المؤتمرات يعقدونها الفينة بعد الفينة لتنفيذ معاهدة فرساى، وسرعان ما ظهر أن المعاهدة شديدة الوطأه على ألمانيا، وان المشكلات التى يطلب حلها تفت فى عضد أمهر الساسة وأكفأ القادة. ففى فبراير 1920 أى عقب توقيع معاهدة فرساى عقد مؤتمر فى لندن لبحث مسالة مجرمى الحرب، ولما طلب المؤتمر تسليمهم رفضت هولندا وألمانيا الخضوع لقرار المؤتمر، أسدل الستار على هذه المشكلة. ثم بحث الحلفاء فى مؤتمر عقد فى أبريل مسألة "الرور" Ruhr فأن جنود من الألمانيين اجتاحوا هذا الوادى لقمع اضطرابات قام بها الشيوعيون فعد عمل ألمانيا خرقا لمعاهدة فرساى وقابلته فرنسا بالسخط والامتعاض وباغت الجيش الفرنسى مدينة فرانكفورت واحتلتها أمام هذه الحالة السيئة، قرر المؤتمر أن تسحب ألمانيا جنودها حتى تخلى فرنسا مدينة فرانكفورت وقد قابلت الحكومتان هذا القرار.

ولم يكد مداد معاهدة فرساى يجف حتى هاجت الأفكار فى ألمانيا ورفع الألمانيين الشكاوى من فداحة التعويضات وكثرتها ولما عقد مؤتمر فى يوليه 1920 لبحث هذا الموضوع الخطير تباعدت مساحة الخلاف بين مندوبى ألمانيا ومندوبى الحلفاء. ولما عقد مؤتمر أخر فى فبراير 1921 لبحث مشكلة التعويضات قدمت ألمانيا مشروعاً يخفف من ديونها والتزاماتها، ولكن رفض الحلفاء المشروع بعنف وشدة، وهددوا ألمانيا بالشر وعظائم الأمور وقرروا تأليف لجنة خاصة لبحث قدرة ألمانيا على الدفع.


أوروبا في نهاية الحرب العالمية الأولى
"يمكنكم الضغط على الصورة لمشاهدتها بحجمها الكامل"

لجنة التعويضات 1923:

قدمت اللجنة تقريرها فجاء مناقضا لدعاوى الألمانيين، واتهمت ألمانيا بالمماطلة والتسويف وأخذ عليها إخلالها بشروط دفع التعويضات إذا تقاعست عن تقديم كميات الفحم المطلوبة، وفى الحال اجتاحت الجيوش الفرنسية والبلجيكية فى 11 يناير 1923 وادى الرور إلا أن الحلفاء اقنعوا فرنسا بالعدول عن تهورها، كما أن ألمانيا اكتفت بالمقاومة السلبية فأبطلت تسليم الفحم الذى تعودت تقديمه، إلا أن هذه السياسة عادت على ألمانيا بخسارة عظيمة إذ نشأ عنها إبطال حركة العمل فى المناجم، فانتشرت البطالة وعمت الفاقة ونزلت أوراق النقد فى ألمانيا نزولا فاحشا، وكان لموقف الحكومة الإنجليزية فى هذه المسألة أثراً فى تكدير صفو العلاقات بين الإنجليز والفرنسيين إلا أنه سرعان ما هدأت الأحوال بين البلدين فإن ألمانيا فطنت إلى الشر الذى ينتظرها إذا أصرت على المقاومة السلبية، فتألفت وزارة ألمانية جديدة ألغت قرارات الوزارة السابقة وقدمت مقادير كثيرة من الفحم. وعقب هذا بمدة قصيرة أقنعت إنجلترا الحكومة الفرنسية بضرورة تأليف لجنة لبحث مقدرة ألمانيا على دفع التعويضات المطلوبة.

لجنة دوز dawes 1924:

اللفت اللجنة برياسة دوز وكان اقتصاديا أمريكيا شهيرا، وقدمت تقريرها فى مارس 1924 واجتمع مؤتمر فى لندن فى يوليه لدرس هذا التقرير، وكان مما اقترحه دوز عقد قرض تسلمه ألمانيا للنهوض بشئونها الاقتصادية كما تشاء. كذلك رأى توزيع التعويضات على أقساط تزيد نسبتها تبعا لانتعاش الحالة الاقتصادية وجاء تقرير دوز خطوة عملية لإنعاش ألمانيا فتهيأت الفرص لدفن الأحقاد التى ظلت مدة طويلة تقلق الألمان والفرنسيين.

مشروع ينج young :

عادت ألمانيا وشكت أمرها إلى الحلفاء فأن أعباء التعويضات أنهكتها، ولم يكن مشروع دوز إلا علاجا مؤقتا، وعنى الحلفاء بالشكوى وتألفت لجنة من الخبراء برياسة ينج وكان اقتصاديا أمريكيا لبحث المشكلة، وانتهى فى يوليه 1929 من وضع مشروع جديد للتعويضات عرف باسمه وبه تعددت ديون ألمانيا بصفة نهائية، وعنيت الأقساط السنوية. وعلاوة على ذلك كله طلب ينج إلغاء المراقبة التى فرضها الحلفاء على شئون ألمانيا الاقتصادية، وأشار بإنشاء مصرف مالى مشترك فيه ألمانيا ويطلق علية مصرف التسويات الدولية وذلك لتسديد الأقساط وتوزيعها على مستحقيها. وقد قبلت ألمانيا المشروع برمته فى "لاهاى" فى يناير 1930 ولكن ظهر بعد وقت قصير أن حالة ألمانيا المالية لم تتحسن عن قبل.

اقتراح هوفر Hoover :

فى 19 يونيو 1931 اقترح الرئيس الأمريكي هوفر تأجيل دفع الديون والتعويضات سنة واحدة، ووافقت إنجلترا على الاقتراح وتبعتها فرنسا بعد تردد وكان هذا العلاج تصفية وقتية.

مؤتمر لوزان:

أخيرا فطنت الدول إلى حقيقة الحال، وان حسم النزاع حسما نهائيا فتقرر فى مؤتمر لوزان فى يونيو 1932 إلغاء جميع التعويضات على أن تتعهد ألمانيا بدفع مائة وخمسين مليون جنيه ( مارك ) عند انتعاش حالتها الاقتصادية وذلك لتعمير المناطق التى خربتها الحرب ويعد ما تسلمة الحلفاء من ألمانيا قبل هذه التسوية نقدا وعينا بما لا يقل عن 17.000.000.000 مارك ذهب.

المشكلة السياسية – مشكلة السلام العام:

وكان أهم ما شغل الأذهان عقب الحرب العالمية الأولى مراقبة ألمانيا بحذر وفطنة حتى لا تعكر صفو السلام العام، فتعتدى على فرنسا فى المستقبل كما اعتدت عليها فى الماضى. وكان يمكن إزالة القلق الذى ساور الأفكار إذا اشتركت فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة فى ميثاق يحتم على هذه الدول محاربة ألمانيا إذا حدثتها نفسها واتخذت موقف العداء والهجوم، إلا أن الولايات المتحدة اتبعت سياسة العزلة فى كل ما له شأن بأوربا فلم تدخل الدول الثلاث التى أشرنا أليها فى حلف كما كان يفى بعض السياسيين.

مشروع السلام العام:

لم تشأ الدول الأوربية أن تترك المشكلة بدون حل، فوضعت مشروع 1924 وهو يقوم على ميثاق لضمان السلام العام ونص على أمور كثيرة، أهمها:

1. يجب أن تأخذ الدول بمبدأ التحكيم فى فض النزاع بينها.

2. يجب أن تتخذ إجراءات تأديبية ضد المعتدى.

ولما عرض المشروع على وزارة المحافظين فى إنجلترا رفض بحجة أن مثل هذا الميثاق يزج بإنجلترا فى أمور لا طائل تحتها، ويدفعها إلى التدخل فى شئون الدول المختلفة، ثم تقدمت ألمانيا فى 9 فبراير 1925 بمشروع لحفظ السلام العام فى غرب أوربا، وهو قائم على احترام الحدود التى قررتها معاهدة السلام.

ميثاق لوكارنو:

فى 3 أكتوبر 1925 عقد مؤتمر فى لوكارنو حضرة ممثلون عن فرنسا وإنجلترا وإيطاليا والبلجيك واتخذ فيه القرارات التالية:

1. تعهدت الدول المشار أليها بالاحتفاظ بالحدود التى عينتها معاهدة فرساى بين ألمانيا والبلجيك، وبين ألمانيا وفرنسا.

2. وتبادلت ألمانيا مع كل من فرنسا والبلجيك ميثاقا يقضى بالا يلجأ أحد الطرفين إلى الحرب إلا أن فى حالة الدفاع لرد اعتداء لاشك فيه.

3. اتفق على الالتجاء إلى التحكيم، وعلى أخطار عصبة الأمم فى الحال على أية مخالفة للميثاق.

4. وتعهدت الدول أن تقف فى وجه المعتدى لا فرق بين فرنسا وألمانيا، على أن تقول عصبة الأمم كلمتها فتعين فى صراحة البادئ بالهجوم والعدوان لتلقى علية تبعية الاعتداء والطغيان.

5. ألا يمس ميثاق "لوكارنو" سلطة عصبة الأمم فلم يوضع الميثاق إلا لتعزيز العصبة وتقويتها.

وقد تم توقيع ميثاق لوكارنو فى لندن فى ديسمبر 1925، وأقرته برلمانات الدول التى وافقت عليه. وفى سبتمبر 1925 انضمت ألمانيا إلى عصبة الأمم فكان ذلك فألا حسنا باستقرار الطمأنينة والسلام.

ميثاق كليج Kelagg :

فى يوليه 1928 وضع مستر كليج وزير خارجية الولايات المتحدة ميثاقا بتحريم الحرب بتاتا، إلا فى حالة الدفاع. كما طلب من الدول التى تقبل الدخول فى هذا الميثاق ألا تلجأ إلى الحرب، ولا تعدها وسيلة لتنفيذ أغراض السياسة. وقد قبلت خمسة عشرة دولة من بينها ألمانيا، توقيع هذا الميثاق. وفى أغسطس 1928 أعلنت على توالى الأيام خمسون دولة وقليل انضمامها للميثاق.

مشكلة نزع السلاح:

كانت مشكلة السلاح أعقد المشكلات وأخطرها، وفي أوائل 1932 عقد مؤتمر فى جنيف لبحث موضوع نزع السلاح، إلا أن ألمانيا أبت الاشتراك فيه ما لم يعترف بحقها فى التسليح، شأنها شأن الدول الأخرى. ثم عقد مؤتمر ثان فى نوفمبر، عرضت عليه فرنسا مشروعا ما يقضى بإنشاء قوة جوية دولية تشرف عليها عصبة الأمم أما إنجلترا، فقد اقترحت إلغاء الغواصات والدبابات وتخفيض التسليح، ولكن لم يسفر المؤتمر عن نتيجة يصرح السكوت عليها.

وعادت ألمانيا فرأت ما لحقها من ظلم إذا نفذت معاهدة فرساى، فإن المعاهدة تحرم على ألمانيا التسليح، فى حين أن الدول الأخرى ماضية فى إعداد وسائل التخريب والتدمير. ولذلك أضحت ألمانيا من عصبة الأمم وصرحت بأنها لن تدخر وسعا فى زيادة عدد جيشها، حتى يبلغ المستوى اللائق بها. وسرعان ما

salima
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 494
تاريخ التسجيل : 01/07/2011
العمر : 36
الموقع : ب ب ع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى